بسم الله الرحمن الرحيم

إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ

صدق الله العظيم

سورة الرعد الآية (11)

اخبار

قصص كفاح

بسم الله الرحمن الرحيم

تاكيو اوساهيرا

الشاب الياباني تاكيو اوساهيرا وبدايه الثورة الصناعية في اليابان

قصة كفاح و نجاح , قصة شاب اسمه تاكيو اوساهيرا والذي خرج من اليابان مسافراً مع بعثةٍ متجهين إلى ألمانيا ( بعد الحرب العالمية الثانية ) , وحلمه الذي يتمنى تحقيقه هو أن ينجح في صناعة محرك يكون أول محرك كامل الصّنع يحمل شعار صُنع في اليابان , بدأ يدرس بجد و عزيمة أكثر مضت السنوات سراعاً كان أساتذته الألمان يوحون إليه بأن نجاحك الحقيقي هو من خلال حصولك على شهادة الدكتوراه في هندسة الميكانيكا , كان يقاوم تلك الفكرة و يعرف أن نجاحه الحقيقي هو أن يتمكن من صناعة محرك , بعد أن أنهى دراسته وجد نفسه عاجزاً عن معرفة ذلك اللغز ينظر إلى المحرك و لازال يراه أمراً مذهلاً في صنعه غامضاً في تركيبه لا يستطيع أن يفكِّك رموزه .


جاءت الفكرة مرة أخرى ليحلق من خلالها في خياله و ليمضي من خلال خياله نحو عزيمة تملكته و شعور أسره , تلك الفكرة : ( لابد الآن أن أتَّخذ خطوة جادة من خلالها أكتشف كيف يمكن أن أصنع المحرك ) .

حضر ذات يوم معرضاً لبيع المحركات الايطالية , اشترى أحد المحركات بما يعادل راتباً كاملاً من رواتبه , أخذ المحرك إلى غرفته , بدأ يفكك قطع المحرك قطعةً قطعة , بدأ يرسم كل قطعة يفكِّكها ويضع لها رقماً , و يحاول أن يفهم لماذا وُضعت في هذا المكان وليس في غيره , بعد ما انتهى من تفكيك المحرك قطعة قطعة , بدأ بتجميعه مرة أخرى , استغرقت العملية ثلاثة أيام , ثلاثة أيام من العمل المتواصل لم يكن ينام خلالها أكثر من ثلاث ساعات يومياً ويكتفي بوجبة طعام واحدة , في اليوم الثالث استطاع أن يعيد تركيب المحرك و أن يعيد تشغيله مرة أخرى , فرح كثيراً , أخذ المحرك , ذهب يقفز فرحاً نحو أستاذه , نحو مسئول البعثة و رئيسها : استطعت أن أعيد تشغيل المحرك , بعدما أعدت تجميع القطع قطعة قطعة , لقد نجحت , ولكن أستاذه أشار إليه بأن النجاح الحقيقي هو أن تأخذ هذا المحرك ,
و أعطاه محرك آخر : هذا المحرك لا يعمل , إذا استطعت أن تعيد إصلاح هذا المحرك فقد استطعت أن تفهم اللغز , تجربة جديدة , أخذ المحرك الجديد وبدأ في تفكيكه , و بنفس الطريقة , قطعة قطعة , بدأ يعمل على إعادة تجميع ذلك المحرك , اكتشف الخلل , ثلاث قطع من قطع المحرك تافة وتحتاج إلى إعادة صهر وتكوين من جديد , فكر أنه إذا أراد أن يتعلم صناعة المحركات فلا بد أن يدرس كعاملٍ بسيط , كيف يمكن لنا أن نقوم بعملية صهر و تكوين و تصنيع القطع الصغيرة حتى نستطيع من خلالها أن نصنع المحرك الكبير .

وتمكن وبشكل سريع تجميع بقية القطع بعد أن اكتشف الخلل , ركب المحرك من جديد , بعد عشرة أيام من العمل المتواصل طربت أذنه بسماع صوت المحرك و هو يعمل من جديد , حمل المحرك سريعاً و ذهب إلى رئيس البعثة: الآن نجحت , الآن سألبس بدلة العامل البسيط و أتّجه لكي أتعلم في مصانع صهر المعادن , كيف يمكن لنا أن نصنع القطع الصغيرة , هذا هو الحلم , وتلك هي العزيمة , بعدما نجح رجع ذلك الشاب إلى اليابان , تلقّى مباشرة رسالة من إمبراطور اليابان , وكانوا ينظرون إليه بتقديس و تقدير , رسالة من إمبراطور اليابان ! ماذا يريد فيها ؟ :
أريد لقاءك و مقابلتك شخصياً على جهدك الرائع و شكرك على ما قمت به .

رد على الرسالة : لا زلت حتى الآن لا أستحق أن أحظى بكل ذلك التقدير و أن أحظى بكل ذلك الشرف , حتى الآن أنا لم أنجح , بعد تلك الرسالة , بدأ يعمل من جديد , يعمل في اليابان , عمل تسع سنوات أخرى بالإضافة إلى تسع سنوات ماضية قضاها في ألمانيا , كم المجموع ؟ أمضى تسع سنوات جديدة من العمل المتواصل استطاع بعدها أن يحمل عشرة محركات صُنعت في اليابان , حملها إلى قصر الإمبراطور الياباني , وقال : الآن نجحت , عندما استمع إليها الإمبراطور الياباني و هي تعمل تَهلّل وجهه فرحاً , هذه أجمل معزوفة سمعتها في حياتي , صوت محركات يابانية الصّنع مئة بالمئة , الآن نجح تاكيو اوساهيرا , الآن استطاع أن يصنع ذاته عندما حَوّل الفكرة التي حلّقت في خياله من خلال عزيمته إلى هدف يراه بعينيه و يخطو إليه يوماً بعد يوم , عندما وصل إلى ذلك الهدف استطاع أن ينجح , في ذلك اليوم صنع ذاته , صناعة الذات انطلقت من ذلك الشاب ليتبنّاها كلّ عامل ياباني يرفع شعار : إذا كان الناس يعملون ثمان ساعات في اليوم سأعمل تسع ساعات : ثمان ساعات لنفسي ولأولادي و الساعة التاسعة من أجل اليابان , تلك المعنويات جعلتنا نقول العالم يلهو و اليابان يعمل , جعلتنا نفتخر بملبوساتنا و بمقتنياتنا لأنها صُنعت في اليابان .

متى يأتي اليوم ونعمل ساعة من أجل الوطن ؟؟

هذه القصة من أعظم الأمثلة لإخواننا وأبنائنا الطلاب

فبعقولهم وأيديهم فقط يمكن تحقيق المجد ( بعد التوكل على الله )
_____________________________________________________

موريتا" قصة كفاح انتهت بنجاح"

 

"أكيوا موريتا" أحد الرواد العالميين للصناعة الإليكترونية خلال النصف الثاني من القرن العشرين, صاحب العبارة الشهيرة " إذا عشت في الحياة معتقداً أن طريقك هو الأفضل دائما سوف تتجاوزك جميع الأفكار الجديدة في العالم".

مؤسس شركة "سوني", الذي بدأ مشواره بعد هزيمة اليابان لكي يصنع بها ثورة صناعية تجعل من "سوني" ماركة مسجلة وموثوق بها عالميًا لكي تصبح بحق شركة كوكبية ""GLOBAL COMPANY

مولده ونشأته

ولد أكيوا 29 التاسع والعشرون من يناير عام1921 في ناجويا اليابانية, اسم اكيوا يعني: "المتميز", أما موريتا فيعني: " حقل الأرز السخي", وكانت عائلته من العائلات العريقة الثرية التي اشتهرت بتصنيع الـ "SAKE" وهو شراب روحي ياباني يصنع من عصير الأرز, وأيضًا قامت بتصنيع الصلصة من فول الصويا .

كان موريتا عمره لا يتجاوز الثمان سنوات عندما بدأ عشقه للموسيقى وكان ذلك من خلال والدته التي كانت شغوفة بـالموسيقى الكلاسيكية, بدأ اكيو يهتم بسماع الموسيقى فكان يسمع لكبار الموسيقيين من أمثال يرفل, موزارت, بيتهوفن, باخ, برامس وغيرهم.
وكان كل ما يشغله في سماع الموسيقى هو كيف تم صنع هذه الآلة لكي تعطي صوتًا جميلاً, وبدأ اهتمامه بالالكترونيات منذ هذا الوقت, ويقول في ذلك: "إن عشقي للإلكترونيات أخذ مني كل وقتي ,حتى إني فكرت بترك المدرسة كليًٍا"

قصة الكفاح

التحق "أكيوا" بالجامعة كلية العلوم قسم الفيزياء عام 1940 وكان عمره 19عام وقتها, وبدأت وقتها الحرب العالمية الثانية وتحولت مختبرات الجامعة إلى مختبرات أبحاث لخدمة الجهود الحربية اليابانية, والتي شارك فيها, وتخرج منها وعين ضابط تقنية بالجيش البحري.

وهناك قابل مهندس الالكترونيات "ماسارو إيبوكا" – شريك موريتا في تأسيس شركة سوني فيما بعد – وأصبحوا أصدقاء بعد ذلك, ومن خلال مشروع ضم عددا من الباحثين لتصميم معدات إنتاج للطاقة, ومع كبر ماسارو عن أكيوا بثلاث عشرة عامًا إلا انه كان صديقة المفضل, وعلى الرغم من أن أكيوا كان أصغر الباحثين في هذا المشروع, لكنه كان يحترمه الجميع, واتفقا على تأسيس شركة "طوكيو للاتصالات والتصنيع" وذلك في عام 1946وأصبح اسمها فيما بعد بشركة "سوني" للالكترونيات.

ابتكارات موريتا


بدأت الشركة في إنتاج منتجات غير تقليدية في تاريخ اليابان نذكر منها: شريط الكاسيت عام 1950, الراديو الترانزيستور صغير الحجم عام 1955, وأنتجت لأول مرة سماعات الرأس "الهيد فون" 1979 والتي حظيت رواجًا منقطع النظير في العالم أجمع, وأيضًا أنتجت جهاز "الوكمان", والـ "سي دي بلاير".

فلسفة أكيوا الإدارية

كان لموريتا فكر خاص في عالم التجارة منذ بدايته مع سوني, وهو الاتصال المباشر, ويقول إن التجارة والتسويق لا تنجح إلا إذا كان هناك طرف ثالث.
وكان له سياسة خاصة في توجيهات الشركة وهي: أن يعطي أولوياته للابتكارات والإبداعات المستمرة, ومن ضمن سياسته أيضا تحفيز الموظفين والمهندسين على إبدأ ما لديهم من أفكار جديدة وابتكارات وإبداعات, ويدعمهم الدعم المالي، والمادي الكافي لتنفيذ هذه الأفكار حتى يتم الغرض المطلوب, ولتشجيع الموظفين على العمل يتم تنظيم مسابقة سنوية لعرض التصميمات الجديدة واختبارها, وإذا اتفق الجميع على أحد التصميمات يتم البدء في إنتاجه ولكن بكمية محدودة ويسوق على سبيل التجربة وبعد ذلك يتم طرحه في السوق في نطاق أوسع.

مناصب "أكيوا" وأعماله

أصدر "موريتا" كتاب "لا ضرورة للخلفية الأكاديمية" عام 1966, وفي عام 1976 تولى منصب رئيس مجلس إدارة شركة سوني, وعمل كنائب لرئيس اتحاد المجموعة الاقتصادية اليابانية "Keidan-renn" في 1986, وتم نشر كتاب "صنع في اليابان" بالإنجليزية عام 1987, وأصدر كتاب "لا, كلمة تستطيع أن تقولها اليابان" وذلك بالمشاركة مع محافظ طوكيو وقتذاك في 1989, وفي عام 1989 أيضًا تم شراء شركة "كولومبيا لصناعة الأفلام السينمائية" وغيرها من الشركات الأمريكية الكبرى.


في 1994 أعلن مورينا استقالته من رئاسة مجلس إدارة شركة سوني، بعدما عانى من جلطة في المخ أثناء لعبه التنس, خلفه نوريو أوجا, اختارته مجلة "التايمز" كواحد من أهم عشرين شخصية بارزة في القرن العشرين.
توفى "أكيوا موريتا" عام 1999 عن عمر يناهز 78 عامًا.

 _______________________________